ايها الزمن جرحك مازال في صدري

كان الجو مظلم
شتوي بارد
حاولت جاهداً ان اجد ما ينير
درب يدي .. لعلي اصل الى قلبي
كان الزمن قد وضع جرحاً بصدري
كان جرحي صدري صغير
وانا احتضر مفترشاً الحصير
بجانبي زجاج حطمتُها
عندما رحلت
ابهرتني قطعة زجاج براقه
تسائلت لماذا ينكسر الزجاج
ويصعب اصلاحه
شدني لمعانها
واطرافها الحادة ..!!
اقتربت يدي
من تلك الزجاجه
حملتها
وانا اشد على اطرافها
حتى سال حبر
شراييني واوردتي
غرستها في جرحي
الصغير الذي يئن
انغرست ونزفي يزيد
وفرحي ينقلب حزناً
على حال صدري ..!!
توسلتني اصابعي ان اتوقف
عن تعذيب جرحي
وجرحي يتوسلني ان
ازيده لأرى قلبي
التقى طرف الزجاجه بقلبي
عندها صرخت الزجاجه
باكيةً وصلنا
فلا تقرِّبنا اكثر
فنُقبِلَ بعضنا
التفت الزجاجة مطأطأةً
تقبل اطراف اصابعي
ان توقفي ولا
تعزفي وتُنْزِفي
تركت الزجاجه
في جرحي
لأستريح ودموعي
تنهمر
على حالي
تنادي المي .. انت يامن
ناديتني اجبْتُكَ
بتواتري .. عدت بكياني
لأخرج الزجاجه
عندها انتابة الزجاجه
نوبةٌ عارمه
بكاء .. ضحك
- فرحانة بخروجها .. حزينةٌ لألمي ..!!
دسست يدي في صدري
استقرت اطراف اصابعي
على جدار قلبي
وجدته ينبض ببطء
وهدووووووء
حاولت حمله .. كان مستسلماً
رفعته الى كفي .. فهمس حزناً
اخرجته امام عيني .. فاجهش باكياً
لم استطع رؤيته ..
ولكنني احسست به
معترفاً
بذنبٍ كان له مُرّتَكِباً
حاولت جاهداً ان ابقيه
حتى يعترف
لكنه مسكينٌ كان ينزف
بحثت عن مشاعلي
لم اجدها .. ولكنني وجدت
كبريتي وقداحتي
ولم اجد ما أُشْعِلٌهُ
لكي تهنأ عيني
برؤية قلبي
اشعلت طرف كمي
لآراه للمرّة الأخيره
تكلم بصوتٍ خافت
ودموعه تغرقه
وحبر عيوني
يلهب اوجاني
مسحت دمعي بكمي
فاحترق وجهي
وانطفأت ناري
فهممت مسرعاً
لأشعل طرف كمي
مرةً أخرى
وليتني لم اشعله
عندما اشعلته
وجدت قلبي قد
فارق الحياة
وانتقل الى الممات
هنـــــــــــــا
ايقنت انني
اقف وحيداً في
واحة شقاء
وقلبي بكى آخر لقاء
فلا تلوموا من صابه اعياء..!!