إن
تربية الأولاد هي امتحان لصبر المرء فمن المهم أن نتحاشى استعمال عبارات
قد تؤذي كبرياء الطفل ماذا علينا ؟ نتعلم كيف نتحكم بغضبنا وإحباطنا
فالعلم بالتعلم والحلم بالتحلم كي نعلم أولادنا حسن السلوك إذ يتمتعون
بمقدرة عقلية وعاطفية تؤهلهم لذلك .
هنا عشر من أكثر العبارات المتداولة أذى وطرق تحاشيها :
1 - لماذا لا تكون مثل فلان ؟
يشير
الاختصاصيون إلى أن المقارنة لا تؤدي إلى زيادة التنافس الطبيعي بين الأخت
وأخيها لأنه قد ينمي استياءه من أخته أو من أخيه .والأفضل عبارت تحدد
مأريده من ولدي : مثلاً سلوكاً افضل على المائدة ؟ أركز على السلوك الذي
أريد تغييره كأن تقول : ( انتظر حتى يؤذن لك بمغادرة المائدة ) .
2 - لماذا لا تتصرف حسبما يقتضيه عمرك ؟
مثلاً بنت
عمرها سبع سنوات تتصرف في مطعم كبنت أربع سنوات ، تصاب بإحراج وتنهرها أو
تنهرينها : ( لماذا لاتتصرف حسبما يقتضيه عمرك ؟ ) تشعر ابنتك بالإهانة
وتواصل رش الملح بعناد حتى تفرغ المملحة .ماالحل ؟
أقول عبارة لا
تستفز الطفل أقول مثلاً : إعلم أنك لا تود أن تحرم من الذهاب هذا المساء
كما لا أريد أن أمنعك لكن هذا ما سيحدث إذا لم تحسن التصرف . وبلمحة خاطفة
يعي الطفل نتائج عمله .
3 - أيجب دائماً أن تكون قذراً ؟
الأمهات تُعنى
بإلباس أطفالهن ثياباً نظيفة أنيقة ةفي غفلة من الأم يخلع ثيابه ويلبس
قميصاً قذراً وهنا تبدأ معركة الثياب وتمشيط الشعر . ماالحل ؟ لا تدعينه
يلبس ما يريد إذ يجب أن يتعلم الأطفال أن لكل مناسبة ملبسها . بحيث نضع خط
فاصل بين رغبات الطفل وواجباته .
4 - أنت الأحب والأجمل والأخف ظلاً :
التصنيفات
الإيجابية قد تؤدي إلى حرمان الطفل رؤية نفسه بوضوح فقولي له ( أنت الأذكى
) قد تشكل ضغطاً يعيق نجاحه لذلك أفيدي من معرفتك بمواهب طفلك كي تشجعيه
ولا تطبعيه بصفة محددة مثلاً ( أنت ذكي لذا أنا واثقة بنجاحك ) تؤمن له
دعماً معنوياً ..
أما التصنيفات
السلبية قد يكون التصنيف السلبي توقعاً يتحقق ذاتياً : فإن قلت لطفل إنه
كسول فقد يزداد كسلاً عملاً بتأكيدك له أن الكسل صفة ثابتة تلازمه . إذا
كان الطفل حقيقة كسول فعلينا توجيهه بأسلوب الثواب و العقاب : ( إذا نسيت
رمي النفايات فسوف أحسم جزءاً من مصروف جيبك .
5 - كيف تكون غبياً هكذا ؟
أهداف التربية
بناء ثقة الطفل بنفسه لكن مثل هذه العبارات لا تؤدي إلاَّ إلى جرح شعوره
.بل عليك دعمه ايجابياً في تحسين سلوكه ويخصص له وقتا ليشرح له كيف يؤدي
عملا ما بنجاح . مثلاً : خرج للشارع ولم ينتبه إلى السيارات العابرة نجرب
عبارة : ينبغي أن تمسك بيدي حين تعبر الشارع .
6 - أتمنى أحياناً ...لو لم أُنجب أولادا
من العبارات
التي يسمعها الطفل ( أنت غير نافع لا أريدك ) يقول كيت : ( يحتفظ الطفل في
قرارته بهذه الفكرة وغالباً ما يحملها إلى سن الرشد ) . فعبارة ( ليتك لم
تولد ) تقولها عند الغضب ولكن الأفضل أن تقول ( أحياناً تجعلني غاضب أو
غاضبة جداً ) وهذ العبارة الأسف على إنجاب الأولاد اعتراض على أقدار الله
وما كتبه لهم وإن كان على سبيل التأفف . ففيها كسر لشعور الأبناء .
7 - دعني وحدي !
يحتاج الوالدين
إلى وقت يقضونه منفردين ولكن صرف الطفل بغضب يشعره بأنه غير مرغوب إليه .
ما الحل ؟ : أن نقول لهم : أحبك كثيراً لكني مشغولة أومشغول جداً الآن .
وإذا أصر ولم يخرج نقول له : إذا قاطعتني ثانية تذهب إلى غرفتك لا هذا
الوقت يخصني أنا . فتكون قضية مبدأ وانضباط لا رفض .
8 - عبارة اخرس !
تترك هذه
الكلمة لدى الطفل انطباعاً أنك لا تعبأين في برأيه وقد يرى نفسه شخصاً لا
يملك شيئاً مهماً يقدمه إلى الآخرين . والعبارة الصحيحة : ( تمهل أهدأ
اسكت ) فإذا لم تنجحي إعمدي إلى تدبير حازم . وتذكري أن الأولاد يتعلمون
بالأمثولة . ( الولدين قدوة ) مهذبين سيكون الأبناء غالباً مهذبين
9 - افعل وإلا ...
إن التهديدات
الفارغة تنتقص من سلطتك فهي تحدو الطفل على متابعة سلوكه السيء إمعانا منه
في امتحانك . العلاج : اختيار عقاب محدد تعمدين إليه . قولي مثل : ( إن لم
تتوقف عن ذلك فوراً منعتك أسبوعاً من اللعب خارج المنزل ) فيعرف الطفل أنك
تعنين ما تقوليه .
10 - إن لم تأت معي فوراً فسأذهب وحدي " لا " تلعبي أبداً :
يخوف الطفل من أن يترك وحيداً . يقول(د. وليم كوش ) " المستشار في شؤون تربية الأولاد" :
( على الوالدين أن يكونوا ملاذا أميناً ينطلق منها الطفل إلى العالم وإلا
نمت فيه نزعة الاعتماد على الأهل والالتصاق بهم ) فيستحسن أن نقول له إذا
رفض متابعة السير : إما أنتأتي الآن وإما أن أجرك بيدك وأجبرك على المجيء
. أفضل من أن يترك وحيداً .
إذا قلت لطفلك
كلاماً مؤذياً فثمة طرق لاستدراك الخطأ فمن حسن الحظ أن الأطفال يتسمون
بالمرونة مثلاً : أعود إلى الطفل وأحتضنه وأقول له هامسا : لقد قلت لك
كلاماً قاسياً فحين أغضب أقول كلاماً لا أعنيه إني آسفة . هذا لايساعد على
ترميم العلاقة المجروحة بل يُعلم الأطفال ما يجب أن يفعلونه متى قالوا
كلاماً غضوباً لا ينونه . فهذه قاعدة ذهبية يجدر بنا اتباعها : ( دعي طفلك يشعر دائماً بأنه محبوب ) . هذا والله أن يلهمنا الرشد والصواب والحكمة في تعامانا مع أبنائنا كل على قدر استطاعته قال الله تعالى : { واتقوا الله ما استطعتم } ويقول : { ..قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة ..} .[ اقتباس من رسالة لعادل بارباع / اسمها : حتى لا تحترق الزهور ]